تفسير القاضي عياض
تأتي هذه الدّراسة خِدمة لتُراث عياض من جانب تفسيره الفقهي لكتاب الله تعالى، حيث يُعنى هذا الاتجاه في التفسير بآيات الأحكام تَفقُّها، ودراسة، واستنباطا، اعتماداً على قواعد الفهم، وأصول الاستنباط المنثورة في أصول التفسير وأصول الفقه.
فقد عاش القاضي عياض حياة هادئة ساعدته على أن يخلف لنا تراثا كبيرا يعكس عبقرية الغرب الإسلامي وتفوقه، ولم تعرف مسيرته أحداثا مزلزلة إلا في نهاياتها، فقد عاش تحت حكم المرابطين الذين ساندهم القاضي عياض ودعم دولتهم، حتى إذا أفل نجمهم عاش معارضا لحكم الموحدين لاعتبارات كثيرة تكلم فيها المؤرخون، بل تعدى ذلك إلى تزعم القاضي عياض الحرب ضدهم في سبتة، وتأليب الناس عليهم، بل إلى التحالف ضدهم مع أعدائهم بني غانية؛ وهو في صراعه ومواجهته لحكم الموحدين فقد اجتهد في إحياء ما اندرس من العلم في زمنه، معلما ومربيا وصادعا بالحق.
لم يكن القاضي عياض مع تعظيمه للسلف مجرد ناقل لكلامهم، بل صاحب رأي يدافع عنه ما وجد إلى ذلك سبيلا من العقل والنقل، غير متعصب لرأيه إذا وجد الحق في رأي غيره، وكان فيما يكتبه صاحب أدب عال وخلق رفيع.
ولما كانت شهرة القاضي عياض بعلوم الحديث والفقه والتاريخ أغلب، فقد كان الذين يقفون من سيرته على الهامش يظنون أنه قصر جهده على هذه الميادين فحسب، والواقع أنها غطت فقط على معرفته ودرايته بعلم الكلام وعلوم الأدب وعلوم القرآن والتفسير وغيرها من علوم عقلية ونقلية، لكن الباحثين المطلعين يعرفون للرجل تبحره وصولاته في هذه المعارف، ومما يعنينا في هذا السياق ما التفت إليه بعضهم من جهوده في التفسير وبراعته فيه.
Caractéristiques
- Auteur: Zouhir Laghrissi
- ISBN: 978-9954-693-06-3
- Dépôt Légal: 2019MO6240
- Nbr de Pages: 304 pages
- Format: 14 x 21 cm