ديوان الإمام الشافعي

ديوان الإمام الشافعي

كنت قرأت هذا الديوان، وتعلقت بذهني بعض أبياته الجميلة، قبل أن أفكر في ترجمته إلى الأمازيغية، وتأثرت به كثيرا، وجدت فيه من الحكمة والجمال، ما يجده كل قارئ رهيف الإحساس، سليم  الذوق. فهممت بقراءته قراءة أخرى جديدة، فقلت في نفسي لماذا لا تكون هذه القراءة مصحوبة بترجمته إلى الأمازيغية، قراءة عميقة الجذور، بدل أن تكون قراءة معهودة عابرة،،فأكون بذلك قد قربت من الناطقين بالامازيغية تراثا كبيرا وشعرا رزينا  وحكمة بالغة، مما سيغني ويثري المجال الثقافي، ويبين أن الترجمة الشعرية تستطيع أن تصف وتقرب إلى أذهان القراء الأعزاء سيرة رجل عظيم ولغته المتينة وشعره الراقي، فإن قصرت هذه أن تبلغ القارئ جمالية شعر الإمام، فليعلم دائما أن شعره أرقى وأجمل.
ولقد سميته "ديوان الإمام الشافعي": وهو ترجمة الشعر بالشعر من لغته الأصلية العربية إلى اللغة الأمازيغية.
و اعتمدت فيه على نسخة راجعها وقدم لها وضبط أبياتها وشرحها الشيخ طه عبد الرؤوف سعد وهو من علماء الأزهر الشريف، وهي الطبعة الأولى في سنة 1427هـ/ 2006م لمكتبة الصفا 127 ميدان الأزهر، ت / 5147320، 1 درب الأتراك خلف الجامع الأزهر.
حاولت ترجمة المعجم اللغوي  وذلك إلى حدود ما تتكلم  به ساكنة سوس، حتى يتسنى لنا مخاطبتهم بما يفهمون وعلى قدر لغتهم الحية.
واحتفظت على المعجم الديني  الإسلامي كما هو، ذلك لأنه لم يكن معروفا لدى الأمازيغ إلا بعد الفتح الإسلامي المبارك.
وقمت بالمحافظة على فكرة رسالة صاحب النص والتي يرمي إلى ايصالها للقراء، وإنما تصرفنا خارج هذا الإطار يأتي فقط للضرورة القصوى، نزولا عند مستلزمات الشعر، ونبقى دائما مهما فعلنا أوفياء لتلك الرسالة.
أما بالنسبة للعناوين فإنما هي واردة وتنظيمية تجمع فكرة النص، لذا تصرفنا فيها حسب ما يمليه النص الجديد  وهو القليل الناذر.
ولم أنس أن أحترم العرف الأمازيغي الأدبي الشعري الذي شاع عند فحول شعراء الأمازيغ، خاصة إذا تعلق الأمر بالغزل العفيف الذي ينتحي فيه الشعراء إلى التلميح دون التصريح، وذلك أنهم لا يكادون يستسيغون التصريح في هذا النوع من الشعر.
كما اعتمدت أيضا على نظام الشطرين الذي لا يتعارض إطلاقا مع الشعر الأمازيغي بل يكسبه جلالا وبهاء، والمتبحر فيه يجد له قابلية شديدة إليه، وتدرك أذنه الشاعرة تلك الفاصلة بين الشطرين والتي تتشابه تماما مع التي في الشعر العربي، وأن لكل شطر حدودا، ولكل بيت جرسا موسيقيا ينتهي عنده البيت وهو ما يدعى بالقافية، بل يمكن أيضا توحيد الروي، وهو ما أكدته من خلال بعض القصائد المترجمة. وهو ما يزيد ويقوي  أصالة شعرنا الأمازيغي.
 وإنما كان الذي نراه أحيانا أو في أغلبها تقليدا للأقوى وانسلاخا من هويتنا إلى أشكال مستحدثة، ندعي من خلالها التجديد والتحديث، وما هو الا تقليد للأسياد من امتداد أثر الغالب على المغلوب كما يقول ابن خلدون، سواء تعلق الأمر بالثقافة العربية أو بالثقافة الأمازيغية.
وفي الأخير لايعتبر عملي هذا في ترجمة ديوان الإمام الشافعي إلا مجهودا متواضعا على قدر المستطاع، أتمنى أن يجد فيه القارئ أسلوبا جديدا ومتميزا في الترجمة، فإن كانت الترجمة خيانة للنص كما يقول البعض، فإني أراها مبعوثا لغويا يؤدي رسالته على قدر المستطاع إذا أصاب فله أجران وإلا عاد بأجر واحد.
واعتبره كما تشاء فهو في الأخير يضع القارئ أمام نص شعري أمازيغي يتغلغل فيه ليستشف المعاني والصور الراقية والحكم القولية والأخلاق الحميدة، مما كان يحفل به شعر الشافعي، سائلا المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.  والله ولي التوفيق وهو يهدي  السبيل.

Caractéristiques

  • Auteur: Youssef Elghazali
  • ISBN: 978-9954-691-99-1
  • Dépôt Légal: 2020MO5247
  • Nbr de Pages: 96 pages
  • Format: 14 x 21 cm

Collections Scolaires

Contact

10, Avenue Al Fadila - CYM, Rabat, Maroc
Tél : 05 37 79 57 02 | 05 37 79 69 14
Fax : 05 37 79 03 43
Email (Service Administratif et financier): darnachrelmaarifa@gmail.com
Email (Service Edition): darnachrmaarifa@menara.ma