الفروسية التقليدية في المغرب

يعد الفرس حيوانا نبيلا صديقا للإنسان منذ أقدم العصور، وأدت وشائج التقدير والألفة بين الإنسان والفرس إلى ظهور فن الفروسية، الذي يجسد تعلق الإنسان بالحصان، ويدل على أهمية الخيول في حياته العسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
تنتشر فنون الفروسية التقليدية في مناطق كثيرة من العالم، بكل القارات في أوروبا، آسيا أمريكا وأفريقيا. فكل الشعوب تعد الفروسية عملا شريفا. والفرس حيوانا في غاية النبل. فبالفرس ومعه، يمكن للإنسان أن يعيش لحظات سعيدة من عمره. فمن خلال الفروسية، يرتبط الفارس والحصان بعلاقات معقدة متشابكة، يشتركان في التأنق، ويتبادلان التعاطف ويستمتعان باللعب.
 في المغرب، نشأت الفروسية كنظام اجتماعي وتقاليد وثقافة، تضرب بجذورها في أعماق التاريخ والوجدان الشعبي، وتمنح الفارس والفرس معا مكانة خاصة متميزة في الحياة الثقافية واليومية، فالفروسية تعبير عن الفرح والشجاعة والكرم. والفرس رمز تقليدي للسلطة والمكانة الاجتماعية.
 الفروسية والفانطازيا والتبوريدة هو الاحتفال الجماعي في الأعياد والمناسبات، الدينية والوطنية والعائلية، الذي ينشطه الفرسان الممتطون صهوات خيولهم المطهمة، هذا الاحتفال الذي يستعرض مهارات الفرسان وطقوس احتفالاتهم وثقافتهم وأدوات التعبير عندهم التي يفصحون بها عن مشاعرهم وآمالهم وتطلعاتهم، يحمل الكثير من الدلالات والرموز التاريخية والحضارية والاجتماعية، التي التفت لها عدد من المؤرخين، والباحثين في الثقافة والحضارة والمجتمع المغربي.
 هذه الاستعراضات الشعبية الواسعة تتم في أجواء من التنافس بين الأفراد والجماعات، ويتبارى فيها الرجال من كل الطبقات الاجتماعية والمهن، كالأعيان، والشرفاء، والتجار، والفلاحون والأمراء وغيرهم، لإبراز المواهب والطاقات القتالية العالية التي يتحلى بها الشجعان أيام الحرب.